الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في انطلاق موسمها الثالث: ورشة بيت الخيال تلاحق آلام الكتاب

نشر في  03 أكتوبر 2016  (11:29)

انطلق مساء الأحد 2 أكتوبر الموسم الثالث من محترف الكتابة الادبية "بيت الخيال" للروائي التونسي كمال الرياحي  بحلقة افتتاحية تحت عنوان: الألم والمرض والكتابة.  وقد حضرها عدد من الكتاب ومحبي الأدب وفريق جديد  يخوض مع البيت مغامرته الابداعية الواعدة علاوة على فريق بيت الخيال الدائم.

 بدأت الحلقة بالحديث عن الألم باعتباره مشتركا انسانيا  قبل أن يتحول إلى فلسفة أدبية ورؤية للعالم. وقد استعرض المدرب علاقة الألم بالثقافات والديانات المختلفة وعلاقة ذلك بثقافة الاعتراف وما تعلق بها من أجناس أدبية حافة بالسيرة الذاتية. 

وتدخل المشاركون بآرائهم حول الألم  المادي والمعنوي باعتباره دافعا إلى الكتابة وتعبيرا عن غربة الانسان والفنان في الوجود.

امتدت الحلقة  لتحيل على مرجعيات أدبية وفلسفية من الماركيز دي صاد إلى مازوخ إلى ادب السجون وعرض مقطع من فيلم "ميزري" المقتبس من رواية ستيفن كينغ التي تحمل العنوان نفسه.

ثم تعمق النقاش بمداخلة للمترجم والروائي  جمال الجلاصي حول تجارب ابداعية عربية وعالمية نشات وعايشت آلام مرض السرطان منها: امل دنقل وسميح القاسم والصغير اولاد احمد والشاعرة الأرجنتينية  ألفونسينا ستورني.  وتخللت المداخلة قراءة لآخر قصيدة كتبها الشاعرأاولاد احمد على فراش الموت.

عاد بعد ذلك النقاش إلى تجربة ديستوفسكي مع الصرع من خلال مذكرات زوجته وروايته "الأبله" التي تطرق فيها لمرضه المؤلم. وعرضت بورتريه للروائي الروسي وعلاقته بالصرع من برنامج وثائقي ليفتح النقاش من جديد حول هذه التجربة الأدبية المتميزة .

صرع صاحب "الجريمة والعقاب" عاد بأهل الخيال إلى تجربة  الشابي وعلاقته بمرض القلب والربو وما احدثه من انكسار لذاته وتعميقا لغربته وقدمت الورشة نماذج من يومياته الصادرة تحت عنوان "مذكرات الشابي".

وقد أيد  المشاركون  فكرة أن الشابي ظل غريبا حيا وميتا من خلال ما تعرض اليه بيته من تهديم وقبله من تكفير وازرداء في حياته ولم يزد تكريسه في الحاضر بشكل سلبي الا تغييبا  فشكل ذلك التكريس عائقا على استيعابه  بالترويج له بشكل سيء دون ان يكون الشعب التونسي قد عرفه فعلا. فظل  مجرد اسم ويبيت يتيم عن ارادة الحياة. الشابي الذي تحدى المرض والاغتراب  في صدر بيت أهم: "سأعيش رغم الداء والاعداء".

اختتمت الحلقة بتحديد موضوع الكتابة للحلقة القادمة تحت عنوان: "ليلة الشابي الأخيرة". وفيها سيستنبط المشاركون أجواء تلك الليلة على نحو ما قام به انطونيو تابوكي مع فرناندو بيسوا في روايته هذيان أو الثلاثة ايام الأخيرة لبيسوا.

وقد أعلن الرياحي أن الحلقة القادمة ستستضيف المترجم والأكاديمي التونسي المقيم في البرتغال عبد الجليل العربي والذي سيتحدث عن تجربة فرناندو بيسوا وعلاقته بمرضه وقصة البدلاء. بيسوا الذي عرف بانه يكتب ب72 اسما مستعارا كل اسم هو شخصية بذاتها لها تاريخ وسنة ميلاد وموت ورؤية للعالم .

يذكر أن قناة دبي الفضائية تابعت أشغال هذه الحلقة من بيت الخيال وحضرها عدد من الأدباء والباحثين العرب والأجانب في الفضاء وعبر السكايب مثل المترجم والأكاديمي الايطالي فرانشيسكو ليجو والكاتبة روضة الفارسي وبعض مريدي الأدب مثل القاضي والناشط الحقوقي عمر الوسلاتي.